بر الوالدين
بر الوالدين
محمد منير الزمان طلحة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
أيها الإخوة الكرام!
حديثنا في هذا اليوم المبارك عن قضية عظيمة، وهي: **بر الوالدين**.
إنه من أعظم القربات وأجلّ الطاعات.
قال الله تعالى:
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23].
وهذا يدل على أن حق الوالدين مقرون بحق الله تعالى.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ» [رواه الترمذي].
أيها الأحبة!
برّ الوالدين لا يكون بالكلام فقط، بل بالعمل والخدمة والرحمة.
فالوالدان تعبا لأجلنا، سهرا الليالي، تحملوا المشاق.
فهل يكفي أن نرد الجميل بالكلمات؟ كلا.
بل يجب أن نكون بارين بهم في حياتهم وبعد وفاتهم.
وهنا أذكر بعض الكلمات باللغة الإنجليزية لتأكيد المعنى:
1. "A mother is she who can take the place of all others, but whose place no one else can take."
2. "The best way to please Allah is to please your parents."
3. "Paradise lies under the feet of mothers."
4. "Parents are the silent sacrifice of our lives."
5. "If you lose your parents, you lose the shade of Allah’s mercy in this world."
أيها الإخوة!
سفيان بن عيينة رحمه الله قال: "من نظر إلى والديه نظرة رحمة كتب الله له حجّة مبرورة."
وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا خرج إلى السوق لا يشتري شيئاً حتى يبرّ أمه أولاً.
فهكذا كان السلف، وهكذا ينبغي أن نكون نحن.
يا شباب!
لا تظنوا أن برّ الوالدين ينتهي بموتهما، بل يستمر بالدعاء لهما، وصلة الرحم، وتنفيذ وصاياهما.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةُ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ» [رواه مسلم].
أيها الإخوة الأحبة!
برّ الوالدين هو طريق السعادة في الدنيا والآخرة.
ومن أراد رضا الله والجنة، فليكن باراً بوالديه.
اللهم اجعلنا من البارين بوالدينا، واغفر لهما كما ربّيانا صغاراً، واجعلنا قرة أعين لهما.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
Comments
Post a Comment